الجوهرة المفقودة - جو يابوكي

أحب البدأ بموضوعي بقول رمضان كريم بمناسبة إقتراب الشهر الكريم...

أكثر من أربعين عاماً

سأتحدث بشكل بسيط عن مانجا جو البطل وصدأها العالي على عالم المانجا وعلى اليابانيين  بشكل عام...

في الحقيقة بأن مانجا جو لها شعبية هائلة جداً جداً في الدولة الأم اليابان، ولكنه لا يملك نفس الشعبية في الدول الأخرى. ففي الغرب مثلاً (مثل أمريكا) يكاد أن يكون للمانجا أن يكون له أي ذكر. بالتأكيد صدر الأنمي في بعض الدول الاوربية مثل إيطاليا، ولكن يبقى لم يستلم نفس الشعبية التي حضي بها باليابان.

 
عالمنا العربي إستقبل الأنمي بصدرٍ رحب، ولكنه برأيي بأنه لم يلقى نفس الترحيب الذي حضيت به مجموعة من الأنميات الكلاسيكية مثل جزيرة الكنز وجنكر. قد يكون السبب لذلك بأن الأنمي على حسب ماسمعته لم يعرض أبداً على شاشات التلفاز. يعني لو كنت تريد رؤية جو البطل فكان يجب عليك شرائه من المحلات. شخصياً عندما أتحدث مع أناس ممن شاهد مسلسلات الأنمي القدامى نادراً أجد ممن يجعل البطل جو في مقدمة المفضلة لديهم.


العاملون على جو يابوكي هم رجلين، الرسام تيتسويا تشيبا والكاتب القدير إيكي آكيجاوارا (يعرف أيضاً بإسم آساو تاكاموري). هذا الكاتب القدير إيكي آكيجاوارا قد عمل على ثلاث أعمال رئيسية في وقت واحد لعبت دوراً كبيراً في صناعة المانجا الرياضية. جميعها صدرت في مجلة شونين الاسبوعية. هذه الأعمال كالتالي: آشيتا نو جو (جو يابوكي)، Kyojin no Hoshi (نجم العمالقة) وأخيراً تايغر ماسك (النمر المقنع). في ذلك الوقت، كانت مجلة شونين جمب تستهوي الأطفال فقط، ولكن مع هذه الأعمال الثلاث أصبحت تستهوي فئة كبيرة من البالغين من طلاب الجامعات. شخصيتين المانجتين حضيت على إعجاب كبير بشكل عام من الجمهو الياباني، ولكن شخصية جو يابوكي كانت الأكثر شعبية بلا منازع من قبل الشباب الياباني. العجيب في الأمر بأن جو يابوكي لم يكن بالبطل ذو الأخلاق العالية، ولم يكن صاحب رسالة سامية، ولكنه كان مجرد شابٍ فقير بلا هدف غير ممارسة الملاكمة فقط لا غير.

الكاتب مع الرسام في صورة تذكارية


كان ذلك في نهاية الستينات، كانت تلك الفترة تسمى بالياباني كين نو تاماجو، أو العصر الذهبي. تلك الفترى تصادف فترة فيها الكثير من الشباب الياباني ممن كانو يرتدون الجاكيت الأزرق والذين كانوا يدعمون تحسين الإقتصاد بشكل هائل في فترة الستينات. الجدير بالذكر بأن Japanese Red Army، جنود تتبع النظام الشيوعي، سيطروا على طائرة من نوع JAL Flight 351 معلنين بأنهم "غد جو" الموعود.

مجموعة من الشباب اليابنيين ممن يريدون تغيير الحاضر لأجل غدٍ أفضل. سمي ذلك الجيل بجيل دانكاي Dankai Generation.
هكذا كانت هي شعبية جو.

طبعاً إسم المانجا آشيتا نو جو، والتي تعني بالعربية غد جو. لو قرأت مانجا جو تعلم بأنه شاب فقير بلا هدف في الحياة. بعدها يصبح ملاكماً عظيماً ويصبح أملاً لسكان القرية التي بدأ تعلم الملاكمة مع دانبي تانجي. أملاً عالياً بأن يرفع رأسهم ويعيد الكرامة لهذه القرية الصغيرة التي ذبحها الفقر.

جو يابوكي، البطل الذي لا يخاف


صدرت المانجا بشكلٍ إسبوعي على مجلة شونين جمب الإسبوعية. صدرت بين 1968 حتى 1973، أي قبل أكثر من أربعين عاماً. مرت الأعوام والسنين، ولا يزال جو له تأثير كبير عن الشعب الياباني ( كما أن له مقولة شهيرة جداً يعرفها الكثير من عامة اليابانيين، لا أعلم الجملة بالضبط، ولكنها كانت بمعنى "تحولت الى رمادٍ أبيض. ترجمت في الأنمي العربي الى "لقد انتهيت الى الشحوب") ولكنه كما قلت لم يحضى بنفس الشعبية بالخارج. لحسن الحظ، نعيش نحن في عصر الإنترنت. تم إصدار المانجا من قبل هواة الى اللغات التالية: الانجليزية، الصينية، الفرنسية والأن أخيراً الى العربية. بدأ الناس يعرفون جو يابوكي أكثر وأكثر. لعلنا سنرى شعبيته التي كانت باليابان تصل الى ماوصلت اليه لباقي دول العالم.

هناك العديد من الأمور التي اود التحدث عنها، ولكني أفضل  إبقائها لوقت لاحق حتى لا أفسد أدحداث القصة لأنها من "قلب" أحداث المانجا.

يتبع ..

تعليقات

المشاركات الشائعة